شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
114042 مشاهدة print word pdf
line-top
قرب الله تعالى ومعيته لخلقه

يقول:
كذا لــه العـلـــو والفـوقيـــة
علـى عبــــاده بــلا كيفيـــة
ومــع هذا مطـلــع إلـيـهـــم
بعلـمــه مهيـمــن علـيهـــم
ما ذكر في القرآن والسنة من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذُكر من قربه ومعيته، فقد أخبر تعالى بأنه مع العباد؛ قال تعالى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا أي: معهم بعلمه واطلاعه ورؤيته ومراقبته وهيمنته وتسلطه وتمكنه منهم، فهو معهم مع أنه فوقهم، وكذلك قوله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى وكقوله: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ أي: عالم بكم، مطلع عليكم، يعلم أحوالكم، ويعلم أقوالكم، فدل ذلك على أنه مع عباده كما يشاء، بعلمه مهيمن عليهم.
وذكــره للقــرب والـمـعيــــة
لم ينـف للـعلــو والفـوقيــــة
ما ذكر في القرآن والسنة من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذكر من قربه ومعيته، فإنه سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهو القريب في علوه، وهو العلي في دنوه.
هو علي مع كونه مع العباد يراهم، ويطلع عليهم، وهو القريب كما في قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ لما قالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟ نزلت هذه الآية: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ واستنبط بعض العلماء كابن القيم من قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ لماذا لم يقل: إن رحمة الله قريبة؟ فذكر الجواب، وذكر أن رحمة الله تعالى قريبة، وأنه قريب، فقوله: قَرِيبٌ ليدل على أنه قريب، كأنه قال: إن الله قريب برحمته، ذكره للقرب والمعية لا ينافي ما ذكر في الكتاب من العلو والفوقية.
فإنـه العـلــي فــي دنــــوه
وهو القـريب جـل فــي علــوه
علي في دنوه يعني: في قربه، قريب في علوه هو العلي مع كونه قريبا من عباده:

line-bottom